ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻬﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺬﻭﺭ ﺷﺮﻋﻲ? ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ. ﺃﻓﺘﻮﻧﺎ ﻣﺄﺟﻮﺭﻳﻦ.
الجواب:
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻓﻬﻮ ﺣﺮﺍﻡ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ; ﻷﻧﻪ ﺃﺷﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺷﻢ, ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﺷﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ, ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: «ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺷﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺎﺕ, ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﺼﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﻤﺼﺎﺕ, ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻠﺠﺎﺕ ﻟﻠﺤﺴﻦ, ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺍﺕ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ» ﻭﻗﺎﻝ: «ﻣﺎ ﻟﻲ ﻻ ﺃﻟﻌﻦ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ» .ﻓﺎﻟﻮﺍﺻﻠﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻗﺼﻴﺮﺍ ﻓﺘﺼﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻬﻪ, ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﺼﻞ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺬﻟﻚ.ﻭﺍﻟﻮﺍﺷﻤﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻐﺮﺯ ﺇﺑﺮﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻴﻪ, ﺛﻢ ﺗﺤﺸﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺯ ﺑﻜﺤﻞ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻥ ﺁﺧﺮ.ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﻓﻴﻬﺎ.ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﺼﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻒ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ, ﻛﺎﻟﺤﻮﺍﺟﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ.ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﻤﺼﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻬﺎ.ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻠﺠﺔ: ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻔﻠﺞ ﺃﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﺃﻱ ﺗﺤﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺒﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ; ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ.ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﺷﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ, ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺛﺎﺑﺖ ﻛﺎﻟﺤﻨﺎﺀ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﻜﺤﻞ ﻭﺗﺤﻤﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ, ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ, ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻳﺴﺘﺸﺮﻱ ﻓﻴﺼﻌﺐ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻨﻪ. ٦١/٢/٨١٤١ﻫ.
0 comments:
Post a Comment